روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات طبية وصحية | ما هو الاستسقاء.. البريتوني؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات طبية وصحية > ما هو الاستسقاء.. البريتوني؟


  ما هو الاستسقاء.. البريتوني؟
     عدد مرات المشاهدة: 2433        عدد مرات الإرسال: 0

يسأل سالم محمد عبد الحميد منذ ثلاثة أشهر وأنا أشعر بامتلاء البطن مع كبر حجمها مع فقدان الشهية للأكل وشعور بالهبوط الشديد لأى مجهود.

وقد أجريت فحصا للبطن بالأشعة التليفزيونية وأخبرنى الطبيب أننى أعانى من وجود استسقاء بالبطن.

أرجو أن أعرف ما هو الاستسقاء وكيفية علاجه.

يجيب عن هذا السؤال دكتور إبراهيم داود، أستاذ الجراحة بطب المنصورة، قائلا سوف نجيب عن هذا السؤال على جزءين:

الجزء الأول: تعريف الاستسقاء وأنواعه.

الجزء الثانى: طرق العلاج.

يعرف "الاستسقاء" Ascites بأنه رشح مائى أو تجمّع للسائل الحر فى تجويف الغشاء البريتونى (الغشاء المغلّف لتجويف البطن)، مما يؤدّى إلى انتفاخ بالبطن.

وعن درجات الاستسقاء هى كما يقول دكتور إبراهيم داود، أستاذ الجراحة بطب المنصورة:

1- الحالة البسيطة:

وفيها تكون الكمية قليلة لا يمكن ملاحظتها وتُشخص فقط بالأشعة التليفزيونية.

2- الحالة المتوسطة:

وفيها يمكن ملاحظة امتلاء الجنبين أو يمكن إدراكها بفحص المريض إكلينكيًا حيث يُشخصها الطبيب بالقرع بالأصابع على أحد الجانبين.

وهو فى وضع الاستلقاء على الظهر، ثم إمالته على الجانب الآخر والقرع ثانية على نفس الجنب فيتحول صوت القرع من صوت أصم إلى صوت رنان.

3- الحالة الشديدة:

وتكون ظاهرة للعيان حيث يُلاحظ كبر البطن.

4- الحالة الأشد:

حيث تكون البطن مشدودة جدًا وقاسية وقد تبرز السرة.

ويبين داود أنواع الاستسقاء:

السائل المتجمع ويكون أحد نوعين:

1- رشح (transudate):

وينتج من تسرب السوائل من الأوعية الدموية بالغشاء البريتونى نتيجة لارتفاع ضغط الدم داخل الأوعية وفيه تكون نسبة البروتين (الألبومين) أقل منها فى مصل الدم (بفارق على الأقل 1.1 جم/لتر).

وهذا النوع يحدث عادةً فى حالات ارتفاع ضغط الوريد البابى لأى سبب، أهمها تليف أو تشمع الكبد.

2- نضح (exudates):

وفيه يتكون السائل فى التجويف البريتونى بشكل نشط أى أنه ليس مجرد تسرب من الأوعية الدموية، ولذلك تكون نسبة البروتين والخلايا فيه عالية ويقترب تركيز البروتين (الألبومين) فيه من تركيزه فى مصل الدم (الفرق بينهما أقل من 1.1 جم / لتر)، وهذا النوع يحدث فى حالات الاستسقاء الناتجة عن أسباب فى الغشاء البريتونى نفسه كالالتهاب أو الأورام.

أسباب الاستسقاء:

تتعدّد الأسباب المسئولة عن تجمّع أو تراكم السائل الحر أو سائل الاستسقاء Ascitic Fluid فى التجويف البريتونى، أبرزها:

1- انخفاض نسبة الزلال (الألبومين):

يعتبر انخفاض نسبة الزلال فى دم المصاب بمعدّل أقل من الطبيعى مؤشرًا خطرًا لحدوث رشح فى الغشاء البريتونى.

وذلك فى حالات فشل خلايا الكبد وتليّفه نتيجة عدم قدرته على إنتاج "الألبومين"، ما يؤدى إلى انخفاض الضغط الأسموزى للدم. ويظهر عجز الكبد بشكل واضح غالبًا فى حالات النزف الشديدة أو التعرّض لعدوى أو الإصابة بالإسهال.

2- ارتفاع ضغط الدم داخل الأوردة المتّجهة للكبد (الوريد البابى):

زيادة ضغط الدم داخل الوريد البابى تمثّل قوةً طاردةً تعمل على دفع السائل المرتشح من الأوعية الدموية إلى تجويف البطن، علمًا أن هذا العامل لا يكفى وحده لحدوث "الاستسقاء".

بل يجب أن يرتبط حدوثه بقصور الكبد وعدم قدرته على تكوين "الألبومين"، كما فى حالات تليّف الكبد.

وتجدر الإشارة إلى أن سبب ارتفاع ضغط الدم فى حالات التليف ينتج عن إعاقة سير الدم فى الوريد البابى، ما يرفع مستوى الضغط داخلها.

ويبدأ سائل الاستسقاء، فى هذه الحالة، بالتدفّق إلى التجويف البريتونى والتجمّع فيه نتيجة التبادل المستمر للسائل عبر غشاء البريتون بين الأوعية الدموية وتجويف البطن، ما يقابله تسرّب ماء الجسم إلى تجويف البطن وحدوث "الاستسقاء".

ولذا، يتعرّض المصاب إلى الجفاف، ما يدفع أعضاء الجسم إلى محاولة الاحتفاظ بالماءز

كالكلى التى تحاول الاحتفاظ بالصوديوم وبالتالى بالماء، الغدة فوق الكلوية التى تقوم بإفراز هرمون "الألدوستيرون" المحفّز للجسم على الحفاظ على الصوديوم والماء من أجل إعادة السوائل مرّة أخرى إلى الأوعية الدموية.

3- عوامل أخرى:

زيادة نسبة هرمونات معيّنة فى الجسم تشجّع الجسم على الاحتفاظ بالماء والأملاح نتيجةً لضعف كفاءة الكبد فى الحفاظ على التوازن بين الهرمونات.

وعن أعراض الاستسقاء يقول دكتور إبراهيم داود، أستاذ الجراحة بطب المنصورة، تشكّل الأعراض التالية أبرز الأسباب المسئولة عن "الاستسقاء":

1- امتلاء البطن وانتفاخها، خصوصًا بعد تناول الطعام.

2- امتلاء البطن وانتفاخها بشكل مفاجئ، خصوصًا عند تعرّض مريض الكبد لظروف طارئة وحادّة (النزيف والإسهال الشديد وارتفاع درجة الحرارة)، عادة ما يزول عند التخلّص من المسبّبات.

3- تراكم السائل بالبطن بشكل تدريجى، وهذا الأخير يشكّل حالةً صعبة العلاج لأنها مزمنة.

4- الشعور بالضيق وبصعوبة فى التنفس نتيجة الضغط الواقع على الحجاب الحاجز.

5- الهزال الشديد، مع تناقض نحافة الأطراف وضخامة البطن وانتفاخها (الشكل العنكبوتى).

6- احتقان الأوردة الجانبية بجدار البطن وتمدّدها.

7- تراكم سائل الاستسقاء الحر بجانبى البطن.

8- ظهور خطوط بيضاء على جانبى البطن.

9- الجفاف الذى يتمثّل فى نقص إفراز العرق.

10- يحدث مع "الاستسقاء" أو بعده تورّم فى القدمين، قد يبلغ فى بعض الحالات تورّم كيس الصفن ما يعرف طبيًا باسم "الوذمة" بسبب ارتشاح الماء ونقص البروتين بالدم.

11- تشوّه شكل السرّة أو انقلابها.

12- تسرّب جزء من سائل "الاستسقاء" إلى تجويف الغشاء البلورى المحيط بالرئتين خصوصًا فى الجهة اليمنى، ما يزيد من صعوبة التنفس.

13- تقلّ كمية البول لدى المصاب ويزداد تركيزه.

14- ألم نفسى شديد غالبًا ما يظهر عند النوم والمشى وصعود السلم، يبلغ فى الحالات الحرجة مرحلة تجعل المريض عاجزًا عن ارتداء ملابسه.

أما مضاعفات "الاستسقاء" فيبينها دكتور إبراهيم داود، أستاذ الجراحة:

1- فتق السرة Umblical Hernia أو أى جزء آخر من جدار البطن، نتيجةً لجراحات أو مناطق مفتوحة بالبطن من قبل، وذلك فى الحالات المتقدّمة من الإصابة.

2- الالتهاب البريتونى الناتج عن عدوى ميكروبية لسائل "الاستسقاء" داخل تجويف البطن.

3- الارتشاح البلورى والذى يصاب به حوالى 70% من المرضى ويكون فى الجانب الأيمن أو الرئة اليمنى.

الكاتب: أسماء عبد العزيز

المصدر: موقع اليوم السابع